| 0 التعليقات ]




هي قصة غريبة... من عنوانها

كان الليل قد أسدل ستاره لما... اشتدّ أرق الزوج...
فتحت عينيها... مدّت يدها إلى المصباح... تسل نوره إلى عيني زوجها...




- أ لم تنامي؟
- كلا... كيف للكرى أن يطرق باب جفني... وبعد لم يهدأ لك بال؟
- سأصلّي ركعتين... عسى أن يطمئن قلبي... نامي حبيبتي



نهض... صلّى أمامها ركعتين أطال فيهما السجود...
وانهمر دمعه على الأرض يحفر آهات قلب يحترق...

كانت عيناها تتسلّان إليه خفية...
أتمّ الركعتين... وجلس على السرير...
نهضت... جلست أمامه على ركبتيها...


 




-أ أنين عشق أنينك...؟

- كيف أدركت؟
- ما هي إلا لغة العيون... يفهمها كل ذي قلب حنون... أ لهذا الحدّ تحبّها؟
- أكثر مما يبديه الأرق
- أكثر مني؟





مسك بيدها... طبع عليها قبلة ونحت عليها دمعة

- بلى... أحبها كثيرا...

احترق قلبها لسماعه... لكنها تحبه... تحبه حبا لا حدود له
وكيف لا تحب زوجا ما انفك يأخذ بيدها للمضي قدما في سبيل الله؟

أدّيا صلاة الصبح جماعة...
ثم جلست إليه...



- تزوجها... أحلّ الله لك ذلك



صمت قليلا...



-لكنّها بعيدة عني...
-فليكن... سافر إليها... ولا تعد إلا معها




صمت... هذه المرة طال صمته وشدّ على يديها بقوة... وانهمر دمعه...





- ليس بحوزتي مال للوصل إليها وإعالتك طيلة فترة سفري
- أمضي إلى بيت والدي... سأنتظرك هناك... والله لا أخرج عن طاعته ولا عن طاعتك
- كلا... ولا المال يكفي للسفر وحده


بدت مصرة... أسرعت نحو صندوق قديم... فتحته بإصرار ... وأخذت منه ما حازته من ذهب... وكأنها بذهبها ستبتاع قصورا...




- لا يغنيني ذهب ولا حرير... إذا أدمع مقلتيك عذاب مرير... خذ... وهذه... هذه ثمنها غال... وتلك ستكفيك للسفر. وهذه...




كانت تبحث في الصندوق... تبتهج كلما وجدت فيه ما يلمع من ذهب أو فضة...





- أ ترضين؟
- سأكون في قمة الرضا...
- وإن... وإن... وإن لم أعد...




سكت... واغرورقت عيناها دموعا...

-إن شئت... وإن شاء الله من فوقك... فلن أحول دون بسمتك... ولن أرضى إلا بما كتب الله لي ولك... تفاءلوا خيرا تجدوه...

نظر إليها... قبل رأسها... شعرت بالرضا يغمرها من أم رأسها إلى أخمص قدميها...
جهّزت له حقيبة... وضعت فيها أجمل الثياب...

- عجّل بالسفر... لتعجّل بالرجوع

- سأشتاق إليك حبيبتي
- شوقي سيكون أعظم... أيقضني في الصباح كي أجهز لك الفطور لئلا تشقى في سفرك...
-نامي عزيزتي...





لما أغمضت جفنيها في ابتسامة وديعة... نهض بهدوء... ترك الحقيبة وأخذ معه الشيء القليل...
قبل أن يغادر... كتب لها على ورقة صغيرة...



------------

أحبتك... لأنك زوجة رائعة...
أمّا الآن...


أمّا الآن ...
فما ازدت إلا حبّا لك...
زوجتي الغالية...

----------





كان يتصل بها في الأيّام الأولى... يوما بعد يوم... قلّت اتصالاته... إلى أن انقطعت تماما... وانقطع بانقطاعها راحة الزوجة...
تمنت لو تسمع صوته... واشتاقت له أيّما اشتياق... لكن أنى لها أن تروي ظمأها من العشق وقد... تركها في سبيل حبيبته...

كانت تبكي... بكاءا امتزجت فيه حرقة الألم... براحة الرضا...




مرّت سنوات... والزوجة تنتظر...
نساها؟؟ ربّما...
لم يعد يحبها؟؟ لعلّ حبيبته التي تزوجها أخذت كل قلبه...

لكنها ظلت سعيدة رغم الأسى ... يكفيها أنها أسعدت زوجها....
رسالة طرقت بابها على حين غفلة من الصباح...
أتراه زوجها؟
لعله سيخبرها بأنه سيعود... ماذا لو أخبرها بأنه تركها؟
ماذا لو لم تكن الرسالة منه؟
تداخلت خيوط أفكارها وهي تفتح الظرف...
وأخيرا...
ليست الرسالة من زوجها...
من صديق له...



السلام عليكم ورحمة الله
أختي في الله...
ما انفك زوجك يثني عليك...
أغبطك على كل كلمة قالها فيك ...
يشكرك جزيل الشكر... لأنه اليوم..
قابل حبيبته إلى الأبد...
وارى الثرى...
وعانق حبيبته...
عانق الشهادة...



شدّت على الورق المبل بالدمع... أدركت أي حسناء سرقت منها قلب زوجها...
الشهادة
ولهي الأجدر بقلوب تنبض إيمانا





للأمانة : منقولة

0 التعليقات

إرسال تعليق

تابعنا على الفيس بوك